تتوالى الأزمات داخل محيط الأسرة، ويأتي الصبر الذي هو من أهم الأخلاق التي لابد على كل فرد في الأسرة أن يتربى عليه، وقد ورد ذكر الصبر في القرآن في نحو مائة موضع، وما ذلك إلا لأهميته والحاجة إليه.
ومن تلك النصوص: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:153] {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:146] {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل:126].
وحتى يكون الكلام أكثر تأثيراً في واقع المنظومة الأسرية فإني أهمس بهذه الهمسات:
1ـ الزوج يحتاج إلى الصبر في:
= ضعف إستجابة الزوجة له.
= نقصان جهد الزوجة في أمور المنزل.
= مرض الزوجة وما يتطلبه من جهد بدني أو نفقة مالية.
= مرض أحد أفراد الأسرة.
= التأخر الدراسي لدى الأبناء والبنات.
= إنحراف أحد الأبناء أو تقصيره في أمور دينه.
2ـ الزوجة تحتاج أن تصبر على:
* تقصير الزوج في أمور دينه أو أمور المنزل.
* قلة المال أو كثرة الديون.
* إرتباط الزوج بعمل آخر مما يؤدي على قلة حضوره للبيت.
* إنشغال الزوج بعلاج أحد والديه وما يترتب على ذلك من مواعيد ونفقات.
* سوء أخلاق الزوج في بعض الأحيان.
معالم مهمة:
1) إن لم يكن لدينا صبر فكيف ستكون الحياة الأسرية؟ بالطبع لن تدوم، لأن كلا الطرفين مطالب بحقوق، فلابد أن يصبر كل واحد على الآخر.
2) بعض السلبيات الموجودة تحتاج إلى صبر كبير، وخاصة إذا كان الحل صعباً.
3) المصارحة أحياناً خير من الصبر، لأن الطرف الثاني قد يجهل الخطأ الواقع منه.
4) إستمرار التقصير من أحد الزوجين مصيبة كبيرة، ولا يصح له ذلك بحجة أن الآخر لابد أن يصبر عليه.
5) الطلاق قد يقع نتيجة المطالبة بالصبر، فالزوجة قد تطالب بالطلاق لأنها لم تعد تصبر على منكرات الزوج أو سوء أخلاقه، وقد يكون هذا القرار صحيحاً وقد يكون خاطئاً، والميزان هو في النظر للمصالح والمفاسد من هذا القرار.
والزوج كذلك قد يصيبه الملل من تفريط الزوجة وإهمالها ولا يجد حلاً للخروج من أزمته إلا بالطلاق.
6) الصبر له حدود كما نعلم وحينما نتجاهل ذلك فقد تكون ردود الأفعال سيئة من الزوجين تجاه المشاكل المتكاثرة.
7) الصبر إن زاد عن المعقول قد يتحول إلى شعور سلبي ومرض نفسي لدى صاحبه، بل قد يتعدى ذلك إلى مشكلة صحية كالإصابة بالجلطة وغيرها من الأمراض التي تأتي نتيجة الضغوط النفسية.
8) لابد على الزوجين أن يفسحا المجال للبعض في إدخال الترفيه المباح، كل بما يراه مناسباً له، لكي تخف آثار الصبر على النفس.
9) بعض حالات الصبر تحولت إلى إنتحار صاحبه بسبب تراكم المصائب وتجاهل الأطراف الأخرى كالوالدين.
10) الله حكيم عليم، فلقد شرع الله الطلاق لكي يفسح المجال لكلا الزوجين في تقرير مصيره، وليس الصبر هو المصير النهائي، قال تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [النساء:130].
ومضة: قال عمر رضي الله عنه: وجدنا خير عيشنا بالصبر.
المصدر: موقع الشيخ سلطان العمري.